"مصرف الصفا" الإسلامي يطلق برنامجا لتمويل الخدمات الطبية

جانب من توقيع الاتفاقية

رام الله / سوا/ وقع "مصرف الصفا"، أحدث المصارف الإسلامية في فلسطين، اليوم الأربعاء، مع الشركة "المتخصصة للخدمات الطبية"، المالكة لمركز "الهبة" للمساعدة على الحمل، اتفاقية لتمويل خدمات المركز، إيذانا بإطلاق برنامج "تاج" لتمويل الخدمات الطبية، الأول من نوعه في الأراضي الفلسطينية.

ووقع الاتفاقية، في مقر الإدارة العامة للمصرف، مديره العام نضال البرغوثي، ورئيس مجلس إدارة الشركة المتخصصة للخدمات الطبية حسيب صهيون، بحضور محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام ، ونقيب الأطباء نظام نجيب، وكبار موظفي المصرف والكادر الطبي في المركز.

وبموجب الاتفاقية، يقوم "مصرف الصفا" بتمويل عمليات مساعدة الأزواج الذين يعانون من مشاكل على الحمل، بما في ذلك عمليات الزراعة "أطفال الأنابيب"، من خلال مركز "الهبة" التابع للشركة، بحيث يتم تحويل هؤلاء المرضى للمصرف لغرض تمويلهم للحصول على الخدمات التي يحتاجونها، على أن يقوموا بسدادها على أقساط شهرية مقابل تحويل الراتب أو بعض الضمانات الأخرى، وبفترات سداد ميسرة.

وقال مدير عام "مصرف الصفا" نضال البرغوثي إن الاتفاقية تأتي ضمن برنامج "تاج"، الذي صممه المصرف خصيصا لتمويل الخدمات الطبية، خصوصا مع ارتفاع تكاليف العلاج لتفوق في كثير من الأحيان قدرة المواطنين على توفيرها.

وأضاف، "تظهر أهمية هذا النوع من التمويل عندما يكون هنالك شخص بحاجة إلى إجراء عملية جراحية كلفتها باهظة، ولا يستطيع تأمينها في وقتها، ولا يجد من يساعده في الحصول على قرض حسن أو من يتبرع له بتكاليفها".

وتابع: هدفنا من برنامج "تاج" هو إتاحة التمويل اللازم لمن يحتاج إلى خدمات طبية ولا يملك كلفتها، وتمكينه من تلقي العلاج اللازم في الوقت المناسب".

وأوضح نضال البرغوثي أن البرنامج يغطي كافة أنواع الخدمات الطبية، كالعمليات الجراحية بكافة أنواعها، وزراعة الأسنان، وزراعة أطفال الأنابيب، وأية خدمات أخرى تتعلق بصحة الإنسان.

وقال، "اليوم نوقع الاتفاقية الأولى في إطار هذا البرنامج، مع مركز "الهبة" للمساعدة على الحمل، ونحن بصدد توقيع اتفاقيات مماثلة مع مراكز صحية ومستشفيات أخرى لتغطية باقي الخدمات الطبية".

وقال إن "مصرف الصفا" سيقوم بتمويل هذه الخدمات الصحية بنسبة 100%، على أن يقسط ثمن الخدمة على العميل بأقساط شهرية مريحة.

ولفت إلى أن "مصرف الصفا" "المصرف الإسلامي الوحيد الذي يقدم هذه الخدمة، ويعكس إطلاقها حرص البنك على تقديم خدمات مصرفية جديدة ومتطورة، مستمدة من القيم الإسلامية، وتلبي حاجات الناس وتسهل حياتهم، كما أنها تحقق مبدأ التكافل الاجتماعي".

وقال مدير مركز "الهبة" عدوان البرغوثي إنه يقدم رزمة متكاملة من الخدمات الطبية المتخصصة في هذا المجال، بدءا من العلاجات العادية للعقم بالعقاقير، مرورا بالحقن داخل الرحم (الإخصاب الأنبوبي)، وحفظ الأجنة بالتبريد، والزراعة، انتهاء بخدمة فحص الأجنة قبل الإخصاب لضمان انتقاء الأجنة السليمة، لتجنب الأمراض والتشوهات.

ويعاني الأزواج المحتاجون لهذه الخدمات من ارتفاع كلفتها نسبيا، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة، إذ تتراوح كلفة هذه الخدمات بين 1500 شيقل (للحقن)، و12 ألف شيقل للزراعة مع فحص الأجنة.

وقال: "نعاني من مشكلة ارتفاع كلفة هذا النوع من الخدمات، وهي خدمات لا تغطيها شركات التأمين، كما أن التأمين الحكومي توقف عن تغطيتها منذ سنوات. هناك الكثير من الحالات هي بحاجة إلى عمليات زراعة من جهة، لكنها لا تملك تكاليفها من جهة أخرى. نحن في المركز لا نستطيع تقديمها مجانا، كما لا نستطيع تجاهل حاجتهم الى الإنجاب، ومن هنا ولدت فكرة البحث عن وسيلة للتمويل".

وأضاف: "بعد تقييم الحالة، سنزود المريض بكتاب لمصرف الصفا يتضمن نوعية العلاج اللازم والكلفة، ويقوم المصرف بدوره بمنح المريض تمويلا بكلفة الخدمة، على أن يسددها بأقساط مريحة".

وحققت فلسطين تقدما ملموسا في مجال زراعة أطفال الأنابيب، مقارنة مع دول الجوار بما فيها إسرائيل، ويعمل في الضفة الغربية 11 مركزا ونحو 8 مراكز في قطاع غزة ، وتصل نسبة النجاح في بعضها إلى 60%.

وقال الدكتور البرغوثي، "لدينا حوالي 500 حالة شهريا، في الضفة الغربية فقط، ووصلت نسبة النجاح لدينا الشهر الماضي 60%، وهي من اعلى النسب في العالم، حيث يتراوح المعدل بين 35% و60%".

وتبرز أهمية هذا العلاج لارتفاع نسبة العقم في فلسطين، حيث تصل إلى 15% بين الأزواج، منها 35% تعود لمشاكل لدى الرجال، وهي نسبة عالية مقارنة مع الدول الأخرى بسبب الظروف التي نعيشها كالاعتقال والتعذيب على أيدي سلطات الاحتلال، والظروف الاقتصادية الصعبة، كما أن 35% من حالات العقم تعود لمشاكل لدى النساء، و20% لمشاكل مشتركة بين الزوجين، و10% لأسباب غير واضحة".

وتعتبر زراعة أطفال الأنابيب علما حديثا، إذ أجريت أول عملية من هذا النوع في العاصمة البريطانية لندن عام 1979، وكانت أول عملية في الأردن في عام 1986، وفي فلسطين عام 1996.

وقال الدكتور البرغوثي، "حققنا في فلسطين تقدما كبيرا في هذا المجال، وبتنا نتفوق على الكثير من الدول بما في ذلك إسرائيل. هذا العلم حديث وواعد، سواء لعلاج العقم أو تشوهات الجنين أو زراعة الخلايا الجذعية لعلاج أمراض تتسبب في قصور أو تلف أعضاء معينة في الجسم".

وأعربت غنام عن سعادتها بإطلاق هذا البرنامج لتمويل الخدمات الطبية، بما فيها زراعة أطفال الأنابيب، خصوصا أن التأمين الصحي لا يغطيها.

وقالت "هذه المبادرة هي الأولى من نوعها، وتعكس المسؤولية المجتمعية لمصرف الصفا، ونحن نقدر للقائمين عليه إطلاقها".

وأضافت، "نحن في المحافظة نواجه الكثير من الحالات في هذا المجال، ولنا شراكات مع مراكز تقدم هذا النوع من العلاج. هذه المبادرة ستمكن عددا اكبر من المحتاجين للمساعدة على الإنجاب من الوصول إلى هذه الخدمة".

بدوره، اعتبر نجيب أن الاتفاقية "تأتي في إطار المسؤولية المجتمعية لمؤسساتنا ولأطبائنا، لمساعدة المواطن الفلسطيني، خصوصا في موضوع حساس ومهم كالعلاج من العقم. هكذا مبادرات ستساعد المواطنين ذوي الدخل المحدود، الذين يعانون من مشاكل في الإنجاب، على تحقيق حلمهم".

وأضاف: حالات العقم في فلسطين مرتفعة نسبيا (15% بين الأزواج)، وكثير من هذه الحالات يعود السبب فيها لمشاكل لدى الزوج، ما يضع على كاهله مسؤولية كبرى في توفير الحل، وهنا تأتي أهمية هذه المبادرة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها شعبنا".

وأعرب نجيب عن أمله في تعميم هذه المبادرة لتشمل الخدمات العلاجية الأخرى، وتوفير خدمات طبية نوعية وبأسعار معقولة، مع تسهيلات في دفع تكاليفها.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد